الاجتماع في الجهاد .. أعظم دلائل الصدق

( الاجتماع في الجهاد .. أعظم دلائل الصدق )

إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4)

جاءت هذه الآيات تعقيبا على ما سبق لترشد المسلمين وترغبهم بأمر وهو ( الاجتماع في الجهاد).

ما مناسبة الآية لمقصد السورة؟

جاءت هذه الآية توجه المسلمين إلى أمر زائد عن الجهاد، ألا وهو الاجتماع ورص الصفوف فيه، فالجهاد قرينة غير مؤكدة على صدق صاحبها، وهو فعل يحتمل أن يكون صاحبه مقاتلا في سبيل الله أو في سبيل غيره، يعني أن يكون صادقا في النصرة أو غير ذلك والعياذ بالله، أما الاجتماع وا威而鋼
لتوحد في القتال فهذا هو الفيصل، وهو الأمر الذي يفرق بين من يقاتل في سبيل الله ومن يقاتل في سبيل نفسه.

فالآية هذه لم تحثهم على مجرد الجهاد، وإنما حثتهم على قضية أدق ألا وهي الاجتماع فيه ورص الصفوف.

ويبعد من قال أن الآيات نزلت في سورة أحد فإن سورة أحد بحثت موسعة في سورة آل عمران، والذي جرى يومها لم يكن هروبا وتوليا من الصحابة، والذي جرى أنه عصوا وتنازعوا في الأمر ففشلوا ولكن الله بفضله ورحمته ورضاه عنهم غفر لهم بل وزادهم كرامة حين وصفهم بالإيمان (حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين )

وللفت النظر إلى الأهمية القصوى لهذا الأمر، واحتلاله أعظم المكانات سميت هذه السورة بما يدل عليه ( الصف ).

Map Shot 1 1

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved