أمثلة من الأمم السابقة
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَاقَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (5) وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ (6) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (7)
ما مناسبة الآيات لمقصد السورة ومحورها؟
جاءت هذه الآيات كتعقيب واستطراد لما مضى، وفيها أربع مناسبات:
الأولى: أنها جاءت لتحذر المسلمين من صنيع بني إسرائيل الذين سبقوهم، حيث آذوا رسلهم بالتكذيب ( لم تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم ) وكيف كان عاقبة صنيعهم هذا من الضلال الجزائي حين لم يكن منهم إلا الضلال الاختياري ( فلما زاعوا أزاغ الله قلوبهم ).
الثانية: جاءت تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ليستمروا في حمل الرسالة ويثبتوا عليها، فإن سنة الإيذاء والتكذيب جارية على كل الرسل والأنبياء الذين سبقوا النبي صلى الله عليه وسلم وليس ما يجري عليه بدعا من القول.
الثالثة: جاءت تنديدا بفعل المشركين من أهل الكتاب وتشنيعا عليهم بردهم على النبي صلى الله عليه وسلم بقولهم عن هذه الرسالة أنها سحر مبين ( فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ).
والرابعة: أنها جاءت لتقرر في نفوس المسلمين أن هذا الدين هو المنهج الإلهي للبشرية في صورته الأخيرة، فقد سبقته صور منه تناسب أطوارا معينة في حياة البشرية، جاءت كلها لتمهد لهذه الصورة الأخيرة من الدين الواحد الخاتم.
وهي من باب التعليم بالقصص وضرب الأمثة، وهذا كثير في القرآن، فلا يكاد القرآن يأمر أو ينهى إلا ويقرن مع الأمر والنهي ضرب آخر من ضروب التربية والتعليم سواء بالمثال أو القصة أو ما شابه ذلك فينبغي على القارئ المتدبر استحضار هذا الأمر في أثناء قراءته، فيربط بين القصة وبين المعنى الذي يدور حوله السياق.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved