لماذا القراءة ليلا؟
وإن من الحقائق التاريخية الجديرة بالدراسة والتأمل تلك العلاقة بين قوة المسلمين وبين قيامهم بالقرآن في الليل ، فمن خلال تأمل سريع تجد أن انتصارات المسلمين وجدت حينما كانت جنوده توصف بأنهم : (رهبان بالليل فرسان في النهار ). أما إن كانوا سمار بالليل خوار بالنهار فأنى ينصرون
ومعنى ناشئة الليل : أي القيام بعد النوم ،وبه يجتمع راحة البدن والروح فيحصل بذلك اجتماع القلب على قراءة القرآن وتدبره ، أما القراءة حين التعب والإجهاد فإن التدبر والفهم يكون ضعيفا إن القراءة للقلب مثل السقي للنبات ، فالسقي لا يكون في حر الشمس فإن هذا يضعف أثره خاصة مع قلة الماء فإنه يتبخر ، وكذلك قراءة القرآن إذا كانت قليلة ، وكانت في النهار وقت الضجيج والمشغلات ، فإن ما يرد على القلب من المعاني يتبخر ولا يؤثر فيه ، وهذا يجيب على تساؤل البعض إذ يقول : إني أكثر قراءة القرآن لكن لا أتأثر به ؟ فلما تسأله : متى تقرأ القرآن ؟ يتبين أن كل قراءته في النهار ، وفي وقت الضجيج ، وبشيء من المكابدة لحصول التركيز فكيف سيتأثر ؟
إن القراءة في الليل يحصل معها الصفاء والهدوء حيث لا أصوات تشغل الأذن ولا صور تشغل العين فيحصل التركيز التام وهو يؤدي إلى وصول معاني القرآن إلى القلب فيحصل قوة التدبر والتفكر وقوة الحفظ والرسوخ لألفاظ القرآن ومعانية .
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved