سورة الجن

(بسم الله الرحمن الرحيم)

قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآناً عَجَباً (1)

1- رهط / قوم / نفر: إن هذه الألفاظ (رهط – قوم – نفر) تشترك جميعها بالدلالة على معنى الجماعة. إلا أن لفظ ( رهط) ينفرد بملمح قلة العدد ، ودلالته على القرابة القريبة. وينفرد لفظ ( القوم ) بدلالته على القرابة عموما وبدلالته على الكثرة. وينفرد لفظ ( النفر) بدلالته على الذكور الذين ينفرون في الحرب، ولا يشترط أن يكونوا من عشيرة الرجل وأقاربه. ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )

يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَداً (2) وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلا وَلَداً (3)

1-             قوله {وأنه تعالى جد ربنا} كرر {إن} مرات واختلف القراء في اثنتي عشرة منها وهي من قوله {وأنه تعالى} إلى قوله {وأنا منا المسلمون} ففتحها بعضهم عطفا على {أوحي إلي أنه} وكسرها بعضهم على قوله {إنا سمعنا} وبعضهم فتح أنه عطفا على {أنه} وكسر إنا عطفا على {إنا} وهو شاذ ( أسرار التكرار )

وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطاً (4) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ تَقُولَ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى اللَّهِ كَذِباً (5) وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً (6) وَأَنَّهُمْ ظَنُّوا كَمَا ظَنَنتُمْ أَنْ لَنْ يَبْعَثَ اللَّهُ أَحَداً (7) وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً (8) وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَنْ يَسْتَمِعْ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَصَداً (9) وَأَنَّا لا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً (10) وَأَنَّا مِنَّا الصَّالِحُونَ وَمِنَّا دُونَ ذَلِكَ كُنَّا طَرَائِقَ قِدَداً (11) وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَباً (12)

1-أَبَقَ –  فرً – هرب

إن الاستعمال القرآني للألفاظ  الثلاثة  ( أَبَقَ – فرً _هرب)  متقارب الدلالات, إذ  يجمع هذه الألفاظ ملامح مشتركة وهي: 1- الحركة 2 -السرعة  3- الخوف  4- التباعد عن مصدر الخطر. وتتمايز هذه الألفاظ بملامح دلالية فارقة لكل منها على النحو التالي:

أبق: يختص بالعبد دون الحر, والرغبة في التخلص من المشقة

فرّ: يختص بملمح الانكشاف واللجوء الى مصدر الأمن.

هرب: يختص بملمح الجد والاشتداد في التباعد عن مصدر الخطر.

وملمح الاستتار والتخفي موجود في الاباق والهرب، أما الفرار فد يكون خفية وقد يكون جهراً والأكثر أن يكون علانية لا سراً. ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )

وَأَنَّا لَمَّا سَمِعْنَا الْهُدَى آمَنَّا بِهِ فَمَنْ يُؤْمِنْ بِرَبِّهِ فَلا يَخَافُ بَخْساً وَلا رَهَقاً (13) وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُوْلَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَداً (14)

1-             قوله {وأنه تعالى جد ربنا} كرر {إن} مرات واختلف القراء في اثنتي عشرة منها وهي من قوله {وأنه تعالى} إلى قوله {وأنا منا المسلمون} ففتحها بعضهم عطفا على {أوحي إلي أنه} وكسرها بعضهم على قوله {إنا سمعنا} وبعضهم فتح أنه عطفا على {أنه} وكسر إنا عطفا على {إنا} وهو شاذ ( أسرار التكرار )

وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً (15)

1- بَعُدَ / بَعِدَ: عبَّر القرآن عن البُعْدِ في المسافة بالفعل المضموم العين (بَعُدَ)، بينما عَبَّر عن الهلاك بالفعل المكسور العين (بَعِدَ).إن مراعاة القرآن التفرقةَ بين معنى الفعلين عن طريق الصيغة الصرفية، هو الأسلوب الأمثل في التعبير اللغوي، على عادة القرآن الحكيم في ذلك. ومثل ذلك استعمال الفعلين (قسط ـ أقسط) والوصف منهما (قاسط ـ مُقْسِط)، فالمجرد بمعنى الظلم والجَوْر، والمزيد بالهمز بمعنى العدل.( معجم الفروق الدلالية / بتصرف )

وَأَلَّوْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُ عَذَاباً صَعَداً (17) وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً (18) وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ كَادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً (19) قُلْ إِنَّمَا أَدْعُو رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِهِ أَحَداً (20) قُلْ إِنِّي لا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلا رَشَداً (21)

1- ضُرّ/ ضَرّ/ ضَرَر/ ضِرار/ ضَرَّاء:

تشترك جميعها في معنى الشدة والبلاء . ويختص كل منها بملمح دلالي يميزه: الضُرّ : اسم لحالة البلاء وهو عام .الضَرّ: إحداث البلاء وإلحاقه بالغير. الضَرَر: العاهة ” والعمى خاصة” . أما الضَرَّاء فهو البلاء الذي يصيب البدن خاصة. ( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)

قُلْ إِنِّي لَنْ يُجِيرَنِي مِنْ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَداً (22) إِلاَّ بَلاغاً مِنْ اللَّهِ وَرِسَالاتِهِ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً (23) حَتَّى إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ أَضْعَفُ نَاصِراً وَأَقَلُّ عَدَداً (24) قُلْ إِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ مَا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّي أَمَداً (25) عَالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَداً (26)

1- عالم/ عليم/علَّام: إن الاستخدام القرآني للأوصاف الثلاثة (عالم/ عليم/علَّام) يفيد اشتراكها جميعها في معنى الوصف بالعلم. غير أن البنية الصرفية لكل واحد منها تجعل له ملمحًا دلاليًا متميزًا. فالعالم: اسم فاعل من (علم)، وهو يفيد الاتِّصاف بالعلم. والعليم: صيغة مبالغة تفيد المبالغة في الوصف بالعلم، أي المحيط بظواهر الأمور وبواطنها. والعلَّام: صيغة مبالغة تفيد كثرة العلم..( معجم الفروق الدلالية / بتصرف)

إِلاَّ مَنْ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً (27) لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً (28)

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved