الأسباب الموصلة لحب القرآن

الأمر الثاني هو : الأخذ بالأسباب الموصلة لحب القرآن وهو الركن الثاني من أركان التوكل والأسباب الموصلة إلى حب القرآن ثلاثة : والثلاثة قائمة على أمر واحد وهو القراءة فأما الأول فهو القراءة عن عظمة القرآن وما ورد من أحوال السلف في تعظيمهم للقرآن وحبهم له ويجب على كل راغب في تحصيل حب القرآن أن يضع له برنامجا يتضمن نصوصا من القرآن وأحوال السلف في ما سبق وأن يكون له متن وشرح فأما المتن فيحفظ ويكرر وأما الشرح فيفهم وتربط به ألفاظ التن . ويرجى لمن فعل هذا أن يرزقه الله حب القرآن الذي هو المفتاح الرئيسي لتدبر القرآن وفهمه وكل ما بعده متوقف عليه

الأمر الثاني : معرفة القيمة الحقيقية للقرآن إذ أن إعراضنا عنه سببه جهلنا بحقيقة قيمته كالطفل الذي يعطى عشرين دينارا ويعطى خمسين فلسا نحاسية لامعة فيفضل النحاسية اللامعة وما ذلك إلا بسبب جهله لقيمة العشرين دينارا وكذلك نحن نهجر القرآن لجهلنا بحقيقته وقيمته فالقرآن كتاب من ينجح فيه يمنح ملكا لا حدود له .

الأمر الثالث : معايشة القرآن بكل تفاصيله إذ أن تعظيمنا لكتاب الله تعظيم مجمل و غاية ما يعرفه الواحد منا عن القرآن أنه كتاب منزل من عند الله تعبدنا الله بتلاوته ونقرأه على المرضى للشفاء أما العلم التفصيلي العميق بالقرآن ومكانته وما يحققه للإنسان من نجاح فهو محل جهل عند كثيرين منا . لنفرض مثلا أنك سمعت عن شخصية عظيمة في التاريخ لها أثر ومكانة فسيكون لدين تصور إجمالي عنه ويصبح له مكانة في نفسك أما لو شاهدت مسلسلا عن حياة هذه الشخصية لمدة شهر كامل ولمدة ساعة كل يوم تنظر فيها إلى تضحياته ومواقفه وما قام به من بطولات وإنجازات لا بد أن هذه المكانة ستزداد عمقا وسيزداد حبك وتعظيمك له وهذا أمر مشاهد معروف فلماذا لا نفعل مثل هذا في حياتنا ونعيش مع هذا الكتاب شهرا لمدة ساعة كل يوم ليزيد حبنا وتعظيمنا لهذا الكتاب العظيم .