وقفات مع آيات التدبر
فلنقف وقفات من آيات التدبر نستعرض فيها بعض جملة من الأمور . إن المتأمل في ما سبق من الآيات الأربع التي جاءت بالتدبر يلاحظ أن التدبر لم يأت إلا مع القرآن فلم يأت وفي هذا إشارة واضحة إلى اختصاص هذا الفعل بكتاب الله
لاحظ أيضا أخي الكريم ورود الفعل على وزن ( تفعل ) أي زيادة التاء والعين فزيادة التاء تدل على التدرج مثل ( درج وتدرج ) وهي تعني الأخذ شيئا فشيئا مع زيادة وأما تضعيف العين فيدل على المبالغة والزيادة مثل ( كسر وكسَّر ) فالأولى تدل على فعلة واحدة والثانية تدل على شدة وتكرار وهكذا يجب أن يكون حال المتدبر متدرجا في مراتبه مبالغا في فعله حتى يؤتي أكله كاملا .
لاحظ أيضا ورود الفعل بصيغة المضارعة والمضارعة تدل على التجدد والحدوث فالمتدبر هذا حاله في تجدد دائم وكل تجدد يحمل في طياته دفعات من التدبر فيبقى الأمر في حركة دائمة .
تأمل أيضا شمول الفعل لأصناف الناس الثلاثة التي وردت في بداية القرآن وفي هذا إشارة واضحة إلى الطريق الذي يؤتى منه القرآن بغض النظر عن حال المقبل من كفر وإيمان .
تأمل ورود الفعل بعد لام التعليل في سياق خطاب المؤمنين ووروده بأسلوب إنكاري في حال وروده مع غيرهم من أصناف الناس وتأمل حذف التاء من الفعل في خطاب الكفار وفي هذا إشارة إلى أن الكافر لو تدبر شيئا يسيرا لما بقي على حاله الذي هو عليه فأمره بتدبره ولو شيئا يسيرا جدا حتى يخرج من حاله لأن حاله أقل بكثير من حال المنافق
تأمل التعقيب بعد الإنكار ( أم على قلوب أقفالها ) ( ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) ( أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ) وما في كل تعقيب منها من معان ومناسبات .
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved