(موضوع المقطع)
(موضوع المقطع)
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23) وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (24) وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (25) قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26)
ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟
ثم ذكرت الآية حال أهل الضلالة بكل وضوح: فهم قوم عبدوا أهوائهم ومعنى العبادة: هنا أنهم تركوا اتباع أوامر الشريعة المعظمة ونواهيها، واتبعوا ما تأمرهم به أهواءهم وعقولهم بعد أن أغلقوا سمعهم وأبصارهم وقلوبهم عن الهدى.
المثير للاستغراب أن كل ما سبق من العمى لم يكن عن جهل، وإنما كان عن علم، ولكنه الكبر الذي يدفع صاحبه لمثل هذا الرفض لهذه الحقائق الواضحة التي سبق الحديث عنها .
وضربت الآيات مثالا على هذا الضلال: وهو إنكار البعث بحجة أنهم يموتون بفعل الدهر وتوالي الأيام والشهور، دون أن يكون لهم على ذلك أي بينة، بل وصل بهم الاستكبار إلى طلب إحياء من مات من آبائهم، ومع هذا الاستكبار لا ينفع إلا التهديد والوعيد بما سيصيبهم يوم يجمعهم الله ليوم القيامة، الله الذي أحياهم من العدم أول مرة وهو الذي سيميتهم لاحقا ليجمعهم لأجل ذلك اليوم.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved