من المخاطب بالتدبر
لا زال الجواب في كتاب الله بل في الآية السابقة بل في الكلمة الواحدة .. لاحظ أن الواو في الآية للجمع وهم المسلمون ولاحظ أن الخطاب في التدبر لم يستثن أحدا من عموم المسلمين فكيف تخرج نفسك منهم
إذا عموم المسلمين مخاطبون بالتدبر بعكس الاستنباط مثلا فقد جاء الخطاب فيه إلى فئة مخصوصة وهم أولي الأمر قال تعالى ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) إذا ليست جماعة المسلمين مخاطبة بالاستنباط بل أولي الأمر هم المخاطبون فقط أما التدبر فقد جاء اللفظ فيه لعموم المسلمين كما في الآية
لا تتفاجأ لو أخبرتك أن المسلمون ليسوا وحدهم هم المخاطبون بالتدبر . لا . بل حتى المنافقون مخاطبون في التدبر ألم تنظر إلى قوله تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) سبحان الله … حتى المنافق مخاطب بالتدبر عله يصلح قلبه وينتفع
لن أستغرب أبدا لو بدت على وجهك علامات الدهشة حين تعلم أن الكفار أيضا مخاطبون بالتدبر ألم تنظر إلى قوله تعالى ( أفلم يدبروا القول أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأولين ) والسياق هنا في خطاب الكفار .
إن عموم الخطاب بالتدبر لجميع الخلق وشموله لأصنافهم الثلاثة مؤمنهم ومنافقهم وكافرهم أمر عظيم يستحق التوقف والتأمل وهو يعكس جليا أهمية التدبر وعظيم شأنه وأنه الطريق الوحيد للوصول إلى القرآن .
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved