مما ليس من علامات التدبر
هناك بعض الأمور مما شاع وانتشر وظن الناس أنها من علامات التدبر كالصراخ والإغماء والعويل والرعدة الشديدة مما يتصنعه البعض فقد أنكر ابن عمر عليهم إنكارا شديدا وقاس حالهم على حال الصحابة رضوان الله عليهم إذ أن مثل هذا لم يكن صنيع الصحابة رضي الله عنهم ومن بعدهم ولا شك أن الصحابة خير البشر بعد الأنبياء ولو كان هذا من الخير لكان الصحابة أولى به وهذا عامر بن عبد الله بن الزبير جاء إلى أبيه من عند قوم ظن أنهم من خير الناس كونهم يغشى عليهم وتصيبهم الرعدة الشديدة حال قراءتهم للقرآن فنهاه أبوه عبد الله الذي عاين أحوال النبي صلى الله عليه وسلم ومن بعده من الصحابة فكأن عامرا لم يلق بالا لكلام أبيه وكأن عبد الله أحس بهذا فأعطاه الدليل الواضح والمقياس الصحيح لمثل هذا وهو : حال النبي صلى الله عليه وسلم وحال أبي بكر وعمر إذ لا شك أنهم خير من أصحاب عامر ومع ذلك لم يكن يصيبهم ما أصاب أصحاب عامر من المبالغة فدل ذلك على أنهم ليسوا على النهج الصحيح . ولم يكن مثل هذا يحصل للسلف إلا على سبيل الندرة النادرة والنادر لا حكم له .
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved