مقصد السورة وارتباطه باسمها
( مقصد السورة وارتباطه باسمها )
كم عدد آياتها ؟
خمس وأربعون آية دون خلاف
مكان نزولها ؟
هي مكية بالاتفاق وهذا واضح من مقصدها الرئيس ألا وهو إثبات البعث والدلائل التي ساقتها هذه السورة لإثبات البعث.
هل ثبت شيء في فضلها ؟
سورة ق هي من السور التي اهتم بها النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقرأ بها في المناسبات، فأحيانا يقرأ بها في الفجر كما في حديث قطبة بن مالك سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الفجر {والنخل باسقات لها طلع نضيد} رواه مسلم
وكذلك حديث جابر بن سمرة قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الفجر ب ق والقرآن المجيد وكان صلاته بعد تخفيفا رواه مسلم أيضا
وكان يكثر أن يقرأ بها في الجمعة في الخطبة على المنبر كما في حديث عمرة بنت عبد الرحمن، عن أخت لعمرة، قالت: «أخذت ق والقرآن المجيد من في رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، وهو يقرأ بها على المنبر في كل جمعة». رواه مسلم
وكما في حديث أم هشام بنت حارثة بن النعمان، قالت: «لقد كان تنورنا وتنور رسول الله صلى الله عليه وسلم واحدا، سنتين أو سنة وبعض سنة، وما أخذت ق والقرآن المجيد إلا عن لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقرؤها كل يوم جمعة على المنبر، إذا خطب الناس» رواه مسلم
وكان أيضا يقرأ بها في العيدين كما في حديث عبيد الله بن عبد الله، أن عمر بن الخطاب، سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال: «كان يقرأ فيهما ب ق والقرآن المجيد، واقتربت الساعة وانشق القمر» رواه مسلم أيضا
فهذه السورة كان يقرأها النبي صلى الله عليه وسلم في العيدين وعلى المنبر يوم الجمعة وهذه خاصة بها وكان يقرأها أحيانا في الفجر، كل هذا يدل دلالة واضحة على أهميتها
ما هي الأسماء الواردة فيها ؟
لم يرد فيها أسماء سوى ( ق ) وبعضهم يسميها ( ق والقرآن المجيد ).
ما هو مقصدها وما هي القرائن التي دعت إلى اختيار هذا المقصد؟
مقصد السورة هو ( إثبات البعث والنشور )، والذي دعانا لهذا الاختيار هو ذلك الانتقال من القسم بالقرآن في بداية الكلام تنويها بعظيم قدره، إذ القسم لا يكون إلا بمعظم، إلى الحديث عن الرجع وهذا الانتقال مشعر بأهمية المنتقل إليه وكأن معنى الكلام: عدِّ عما تريد تقديره من جواب وانتقل إلى بيان سبب إنكارهم الذي حدا بنا إلى القسم، وهذا منبئ بأن ما تلى القسم من كلام هو مقصد السورة وعمدتها، والله أعلم.
كما أن تعقيب الحديث عن القدرة على ابتداء الخلق وإعادته وإنهاء وجوده، بقول الله تعالى ( أفعيينا بالخلق الأول ) مشعر بأن ما سبق كله في سياق الرد على هذه المقولة وهي عدم القدرة على إعادة البعث.
يتلو هذا كله الحديث التفصيلي عن مشاهد البعث، ويبقى الحديث عن الخروج والنشور والإماتة والإحياء حاضرا بقوة حتى في خاتمة السورة، وذلك للقارئ المتدبر.
واسم السورة هذا الحرف الشديد الوقع مناسب للكلام عن البعث والنشور هذه الحادثة الفظيعة ومناسب لجو السورة المليء بالأحداث العظام والحديث عنها بشكل قوي صادم، كما أن تكرر الحرف في هذه السورة ظاهر، ناهيك عن حرف الفواصل القوية المقلقلة مثل الدال والباء والجيم والصاد والطاء.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved