( مشاهد من قوم لوط )

( مشاهد من قوم لوط )

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ (58)

ما موضوع هذا الفصل، وما هي مناسبته لما قبله، وما هي مناسبته لمقصد السورة؟

يستمر الحديث في مشهد قوم آخرين هم قوم لوط، والذي يظهر أن مناسبة الحديث عنهم هو وقوعهم في الفواحش على الرغم مما كانوا فيه من تقدم علمي مادي، فكما أن العلم المادي البحت لم يمنع من ظهور أمراض مجتمعية في قوم صالح كما سبق ذكره، لم تمنع المدنية – على ما يبدو – قوم لوط من الاستغراق في الفواحش بل والدعوة إليها واستساغتها، تماما كما حصل مع العالم اليوم غربه وشرقه حين استحل كل شيء على الرغم مما هو فيه من التقدم المادي العلمي.

ومما يشغب على هذا الرأي أنه لم يظهر ذكر مباشر ظاهر لحيازة قوم لوط التقدم العلمي المادي، لكن هذه المناسبة هي أقرب ما فتحه الله عز وجل وفيها وجه من القبول لعل الله يفتح لنا شيئا أقرب مستقبلا مع شدة اللجئ إليه وكثرة تكرار الآيات والصبر مع صحبة المتدبرين.

ما مناسبة استخدام لفظة البصر هنا؟

البصر هنا بمعنى العلم: أي تأتون الفاحشة وأنتم تعلمون علم اليقين أنها فاحشة، أو بمعنى البصر الحسي أي بمعنى النظر إذ كانوا لا يستترون من فعل الفاحشة عتوا وتمردا.

واستخدام لفظ البصر هنا مناسب لما هم عليه من الفاحشة الفاضحة.

ما مناسبة تكرار الحديث عن الإتيان؟

المراد به التوبيخ والتصريح.

ما هي المعاني التي ينتهي إليها قوله بل أنتم قوم تجهلون في مقابل قول صالح لقومه: بل أنتم قوم تفتنون؟

في حالة صالح كان هناك تسعة رهط في المدينة يفسدون فيها وكانوا يحملون لواء الكفر والمحادة لله ورسوله، وكان بقية القوم راضين ساكتين موافقين لهم سكوتا وإن لم يفعلوا مثل فعلهم، فلأجل جاء هنا تفتنون أي تصرفون عن دينكم بفعل هؤلاء، أو أن معنى تفتنون أي تختبرون هل سترضون بما يفعله هؤلاء النفر وتسكتون عنه أم لا.

أما في حالة لوط فإن قومه أتوا بجريمة مفضوحة لا يأتي بها الإنسان وهو مخدوع، بل يأتيها جهلا أي سفاهة واضحة لا يخطئها عقل، بخلاف الحال في قوم صالح، فعلتهم هنا هي السفاهة والجهالة.

ما المراد من ذكر قولهم: إنهم أناس يتطهرون؟

قالها قوم لوط سخرية وتهكما به، فذكرها القرآن هنا ليبين ما هم عليه من الجهالة والسفاهة، فلم يكتفوا بالمعصية فقط بل كانوا يسخرون من لوط وقومه بمثل هذا.

 

 

Map Shot 1

 

Map Shot 2

 

Map Shot 3

 

Map Shot 4

 

Map Shot 5

 

 

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved