ما نثبت به فؤادك
( ما نثبت به فؤادك.. )
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (40) وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ (44) نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)
وردت هذه الآيات في ختام السورة لتثبت النبي صلى الله عليه وسلم – في خطاب موجه له مباشرة، ولحملة ميراثه بشكل غير مباشر- بأوامر افتتحها بالصبر.
ما مناسبة المقطع لما قبله؟
ذكر المقطع الأول في السورة إنكار البعث، ثم ذكر المقطع السابق اجتراء الناس على الله بوصفهم إياه بالتعب بعد الخلق، وكل هذا من النقائص ومع ذلك لم يعجل الله لهم العذاب وأخرهم، فإذا كانت هذه حال الله مع الناس ففي هذا أعظم توجيه للنبي صلى الله عليه وسلم وللدعاة من بعده إلى الصبر على الأذى في طريق الدعوة.
ما مناسبة ذكر الصلاة وانتظار الآخرة بعد الصبر؟
غالبا ما يذكر القرآن الصلاة وبخاصة قيام الليل بعد الأمر بالصبر، فكأن الصلاة وما تبعها من الأمر بانتظار الآخرة واستحضارها في قوله ( واستمع ) مع ما تبعها من وصف تفصيلي، كأن هذين الأمرين الصلاة واليقين بالآخرة من أعظم المثبتات والمعينات على الصبر.
وفي هذا توجيه عظيم للدعاة للاعتناء بهذين الأمرين ليكونا عونا للداعية في رحلته.
ثم تأتي الآية الأخيرة، لتجمع معاني التعريض بويعدهم ( نحن أعلم بما يقولون ) وتطمين النبي صلى الله عليه وسلم بعدم مؤاخذته على اهتدائهم ( وما أنت عليهم بجبار )، مع وصية له صلى الله عليه وسلم بتذكير الناس بالقرآن فختمت الآيات بالقرآن كما ابتدأت بالقرآن، في تناسق بديع.
وكما ابتدأت السورة بالحديث عن القرآن، انتهت بالحديث عنه، في تناسق عجيب.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved