عودة إلى موسى.. بين قريش وفرعون

( عودة إلى موسى.. بين قريش وفرعون)
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَامُوسَى مَسْحُورًا (101) قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَافِرْعَوْنُ مَثْبُورًا (102) فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (104)


ما موضوع هذا الفصل، وما هي مناسبته لمقصد السورة؟ وما مناسبته لما قبله من الفصول؟

أما وقد أزفت السورة على الانتهاء، وكما بدأت بالحديث عن تصرف الله عز وجل في شأن بني إسرائيل علوا وسفولا، عادت الآيات هنا مرة أخرى إلى قضية بني إسرائيل، لتعرض بقريش أن يصيبهم مثل ما أصاب فرعون:

فقد أوتي موسى تسع آيات كما أوتي النبي صلى الله عليه وسلم آية الإسراء فلم يؤمن فرعون.

وأراد أن يستفز بني إسرائيل من الأرض كما أرادت قريش أن تستفز النبي صلى الله عليه وسلم من مكة.

واتهم فرعون موسى بأنه مسحور كما اتهمت قريش النبي صلى الله عليه وسلم.

وهذه أوجه مشابهة بين قريش وفرعون، معرضا بهم أن يصيبهم مثل ما أصابه.

ليس هذا فحسب بل جاءت الآيات لتكتب نهاية القصة حين سيأتي ( وعد الآخرة ) أي أوان التخريب الثاني، حيث سيجتمع بنو إسرائيل في أرض الشام جماعات وأشتاتا مختلفة من كافة بلاد الأرض، كما يجري الآن، فقد اجتمعوا لأجل الإصلاح الثاني.

كما أن فيها استمرارا للجواب عن طلباتهم المعجزة، وكأن هذا المقطع يقول لهم:

قد آتينا موسى معجزات مساوية لهذه الأشياء التي طلبتموها بل أقوى منها وأعظم فلو حصل في علمنا أن جعلها في زمانكم مصلحة لفعلناها كما فعلنا في حق موسى فدل هذا على أنا إنما لم نفعلها في زمانكم لعلمنا أنكم لن تؤمنوا بها وسيعمكم الهلاك فأخرناها عنكم رجاء أن يؤمن منكم من آمن

 

Map Shot 1

 

Map Shot 2

 

Map Shot 3

 

Map Shot 4

( الهدى والضلال في ظلال القرآن )

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved