عوائق التدبر
عوائق التدبر : مما يعيق الإنسان عن التنعم بتدبر كتاب الله أمور يجب على العبد التنبه لها واجتنابها حتى لا يكون بعيدا عن التدبر من هذه الأمور : فساد النية وهذا أخطر ما يصيب العبد وهذا قد يعرض له قبل العمل وأثناء العمل وبعد العمل فالشيطان يحرص أشد الحرص على صرف العبد عن العمل ثم يحرص على إفساد عمله إن عمل بمن أو إعجاب أو رياء وسمعة والأعمال تكون بحسب نياتها والنيات تجارة العلماء فمن نوى بتناوله لكتاب الله الهدى والشفاء والعلم ناله ما نوى ومن نوى به التعالم والتفاخر والظهور على أعين الناس لم يكن له في الآخرة من خلاق
من موانع التدبر أيضا الذنوب والمعاصي التي يرتكبها صاحبها فإنها لا تزيده من الله إلا بعدا وللذنوب أثر لا ينكره مسلم ( أعوذ بك من شر ما صنعت ) ولأجل هذا قال الله ( كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ) بل حتى قوله تعالى ( لا يمسه إلى المطهرون ) يصب في هذا المعنى خلافا لما شاع أنها في الوضوء وانظر إلى دقة النظر عند البخاري رحمه الله قال فيها : لا يجد طمعه ونفعه إلا من آمن بالقرآن فكما للمعاصي آثار فإن للطاعات آثار في قلب صاحبها تجعله يحس بطعم القرآن ويجد حلاوته ولذته .
من أهم المعاصي التي تصرف العبد عن التدبر ما جاء في هذه الآية مجموعا الكبر والإعراض واتباع الباطل والتكذيب والغفلة كل هذا يصرف صاحبه عن القرآن وحلاوته وإن لم تجد للقرآن حلاوة في قلبك فراجع نفسك
ومن أخطر هذه المعاصي مما شاع وانتشر المعازف والأغاني وانظر كيف جعلها لله خاصة لمن يريد أن يضل عن سبيل الله لما لها في القلب من أثر فمن امتلأ قلبه بمثل هذا لم يعد فيه مكان لكلام الله تعالى فمحال أن يجتمع كلام الله ومثل هذه الأوساخ في مكان واحد .
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved