علامات التدبر

  إذا عرفنا أمر التدبر وعرفنا الثناء على المتدبرين فكيف أعرف أنني منهم ؟ لا شك أن للتدبر علامات تظهر على صاحبها فلننظر في كتاب الله ونفتش عن الأمارات التي إن وجدتها في نفسي عرفت أنني من المتدبرين .

من هذه العلامات : امتلاء القلب بالتعجب من عظمة هذا الكلام ويكون هذا حال حضور الفكر في القراءة فتحس بشعور من الرهبة والمحبة والتعجب حين تقرأ الآيات وقد كان هذا حال الجن حين سمعوا آيات من القرآن أنصتوا إليها وعرفوا أن هذا الكلام كلام عجيب لم يسبق لهم أن سمعوا مثله .

ومن هذه العلامات أيضا : البكاء من خشية الله ومما يتلى على المسلم من آيات الله وقد ذكر الله مثل هذا في سياق المدح و الثناء وما يتلو ذلك من زيادة الخشوع في قلب القارئ المتدبر

ومنها : زيادة الإيمان إذ أن التلاوة مع تدبر تزيد الإيمان في قلب صاحبها وكلما ازداد القارئ المتدبر من كتاب الله كلما زاد الإيمان في قلبه

ومنها : الفرح والاستبشار بما يتلوه من معان وهدايات فليس سورة من سور القرآن إلا وفيها نعمة وبشارة وفرح وهداية

ومنها : القشعريرة خوفا من الله ومن ما توعده لأعداءه وما سبق من قصصهم وإهلاكهم ثم لا تلبث هذه القشعريرة في نفس المسلم إلا قليلا ليتلوها لين وسكينة بالله وآياته .

ومنها : حاجة للسجود يجدها الإنسان في نفسه حالما تمر به آيات ربه

ومنها : العمل وهو ثمرة التدبر وغايته ودليله البين وأثره الظاهر

هذه هي أهم علامات التدبر فمن وجد منها شيئا فليبشر بأنه من المتدبرين وكلما كانت هذه العلامات أعمق وأكبر كلما كان نصيبه من التدبر أكبر إذ أن التدبر كالإيمان درجات فلينظر كل واحد منا حظه منه .