( شواهد التوحيد القائمة )
( شواهد التوحيد القائمة )
قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلَامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ (59) أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ يَعْدِلُونَ (60) أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61) أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ (62) أَمَّنْ يَهْدِيكُمْ فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَنْ يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (63) أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)
ما موضوع هذا الفصل، وما هي مناسبته لما قبله، وما هي مناسبته لمقصد السورة؟
بعد أن عرضت السورة مشاهدة تاريخية للعلم المادي البحت وعلاقته بالدين، وعلاقته بالتوحيد، وعلاقته بالعبودية والخضوع لله، وكيف كانت عاقبة المكذبين فرعون وثمود وقوم لوط، وكيف كان عاقبة المتقين بلقيس، يمضي هذا المقطع في حوار مع الناس يعرض لهم مظاهر وموجبات توحيده، وهذا استمرار لخط التوحيد الذي ابتدأ مع الهدهد حين استنكر عكوف القوم على الشمس يعبدونها، وغفلتهم عن العبودية لله على الرغم من بروز مظاهر هذه الوحدانية.
ما هي المعاني التي ينتهي إليها البدء بالحمد في هذه السورة؟ وما مناسبة المعاني التي تليها؟
خيط الحمد في بداية هذه الفصل مرتبط بالحمد الوارد في أول السورة: وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين، والذي ورد على لسان داوود وسليمان عليهما السلام، فكأنه تلقين من الله للمؤمنين أن يستنوا بسنتيهما عليهما الصلاة والسلام.
وأما ما يليها فكأنه بيان لأمثلة عن عباده الذين اصطفى وهم سليمان وداوود ومن على شاكلتهما ممن جاء يدعو إلى الكلمة الثالثة: آلله خير أما يشركون.
ما علاقة التعقيب بقوله تعالى ( أإله مع الله ) عقب كل قصة مع مقصد السورة؟
هذا التعقيب في هذا الموضع في هذه السورة جاء هنا ليحمل رسالة مفادها: أن من سبق ذكرهم من الأقوام انشغلوا بما فتح الله عليهم عنه، وأنهم عبدوا أهواءهم وشهواتهم وقوتهم الموهومة من دون الله، فالتوحيد هنا له طعم مختلف عن ذكر التوحيد في موضع آخر لأن له تعلق بمقصد السورة، فكأن المدنية صارت إلها يعبد من دون الله وهذا صار ظاهرا جدا هذه الأيام حيث صارت الناس تركن أشد الركون إلى التقدم التقني والمدنية مهما رافقها من انحرافات، وصارت المجتمعات المتقدمة مدنيا قدوة تحتذى بكل ما فيها من مساوئ، وهذا ما جاءت هذه السورة لتنبه له، ولتقول للمجتمع المؤمن:
إياك أن تترك جادة التوحيد، مهما فتح لك من أبواب المدنية، وإياك أن تغتر بمن فتح له أبواب المدنية طالما أن البوصلة عنده ضائعة منحرفة له في كل زاوية إله.
ما مناسبة ترتيب الآيات في هذا المقطع؟
جاء الحديث هنا عن الآيات في عدة مجاميع:
- 1.خلق السموات والأرض وإنزال المطر وإحياء الأرض وإنبات الزرع
- 2.الأرض وجعلها قرارا وما فيها من أنهار ورواسي وحاجزا بين البحرين.
- 3.إجابة المضطر وكشف السوء وجعل الناس خلفاء الأرض
- 4.الهداية في ظلمات البر والبحر وإرسال الرياح بشرا.
- 5.بدء الخلق وإعادته والرزق من السموات والأرض.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved