(دلائل قاطعة لمن أراد الهدى)
(دلائل قاطعة لمن أراد الهدى)
بسم الله الرحمن الرحيم
حم (1) تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ (3) وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (4) وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (5) تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6)
ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟
هذا المقطع بمثابة التهيئة والتوطئة لما سيأتي بعده من تقرير حقائق وأمور،وقد ذكر هذا المقطع عددا من الآيات الكونية، وقد ورد لفظ الآيات في بداية السورة خمس مرات ليدل على أن كل ما ذكر ههنا إنما ذكر ليؤكد على قضية مهمة ألا وهي: أنها كلها دلائل واضحة، كافية لمن أراد الهدى حقيقة، ليوقن بأن الدين إنما هو من عند الله، فذكرت الآيات ثلاث طوائف من الدلائل:
الأولى: خلق السموات والأرض
الثانية: خلق الناس والدواب
الثالثة:التصريف في الأعراض ليلا ونهارا ومطرا ورياحا وسحابا
ما مناسبة تذييل الآية الأولى بقوله ( العزيز الحكيم )؟
في لفظ العزيز مناسبة لاسم ( الجاثية ) وما يوحيه من أجواء مخيفة في ذلك اليوم فإن العزيز هو الغالب، وفي اسم الحكيم مناسبة لاسم ( الشريعة )، هذه الشريعة المحكمة التي أتت بكل شيء في موضعه.
ما مناسبة تذييل الآيات ( للمؤمنين ) ( يوقنون ) ( يعقلون) ؟
الآيات الأولى تحدثت عن الخلق ولما كان لا بد للخلق من خالق ولا بد للخلق أن يؤمنوا به ناسب ذكر المؤمنين، وفي الثانية فإن الإنسان فيه من الفهم ما ليس في غيره من الدواب مما يستلزم منه يقينا مطمئنا فناسب ذكر اليقين، وأما الآيات الكونية التي ذكرت في الآية الثالثة فلا بد لها من عقل يدركها ويتفكر بها فناسب ذكر العاقلين هنا.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved