(ختاما)
اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُمْ مِنْ مَلْجَإٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَكِيرٍ (47) فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ فَإِنَّ الْإِنْسَانَ كَفُورٌ (48)
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ (49) أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ (50) وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ (51) وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (53)
ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة ولما قبله من الكلام؟
يعتبر هذا المقطع ختام هذه السورة، وابتدأ بالدعوة للاستجابة لأمر الله بعد أن انتزع لهم صورة من صور يوم القيامة، فيها من الهول من تنخلع له القلوب، وعرض لهم صورة المعاندين وهم يعرضون على النار خاشعين، بعد كل هذا يلتفت الرحمن الرحيم إلى عباده ويقول لهم أجيبوا دعوتي التي تنجيكم من الأهوال، وليس ف يالنصح لعباده ولا في الإنذار والإعذار أفضل من هذا.
وفي بداية المقطع تشعر أن السورة قد بدأت تتهيأ للنهاية، خاصة أنها تأمر الناس بالاستجابة لهذه الشريعة بشقيها، وفيها وصف لطبيعة الإنسان، وبسبب حاله هذا كان الشرع ضرورة والثواب والعقاب ضرورة والجنة والنار ضرورة، وإلا تحولت حياة الناس بهذه الطباع إلى غابة لا تطاق.
ثم تزداد الآيات قربا من نهاية السورة في قوله تعالى ( لله ملك السموات والأرض )، وفيها عودة إلى ما سبق الحديث عن في بداياتها من عز الربوبية وهيمنة الألوهية.
ثم ذكرت الآية أمرين:
الأول: رزق متعلق بالدنيا ( الذرية )
الثاني: رزق متعلق بالآخرة ( الوحي )
وكأنها فذلكة وإيجاز بعد بسط لما سبق من الكلام عن الرزق والوحي،
ما مناسبة وصف القرآن بأنه ( روحا ) و ( نورا ) بعد أن وصفه ( قرآنا ) في بداية السورة؟
هذه التسميات تعبر عن مراحل تحولات القرآن في نفوس أهله أولها القراءة، فلما قرئ وعمرت به القلوب وألفت وقاربته صار لها روحا بعث فيها الحياة، ثم صار لها نورا يهديها إلى الصراط المستقيم
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved