( خاتمة )
قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (52) سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) أَلَا إِنَّهُمْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَاءِ رَبِّهِمْ أَلَا إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ (54)
ما هو مقصد هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة ولما قبله من الكلام؟
تسلك الآيات هنا نفس المسلك الذي أمرت به الدعاة إلى الحق ( ادفع بالتي هي أحسن )، فهذه دعوة لطيفة للتأمل والنظر في هذه الدلائل المسوقة آنفا، خاصة وأن هذه الآيات واقعة ضمن وعد الله بأن ينزل عليهم من الآيات ما لا يسعهم بعدها إلا العلم الضروري بأنها رسالة حق، ثم تنتهي السورة الكريمة في آية فيها تذييلين تضمنا جماع معاني السورة إذ أن أحوال المشكرين المعاندين إنما كان منشؤها إنكارهم للبعث فكانوا في مأمن من التفكير فيما بعد هذه الحياة فانحصرت مساعيهم في تدبير الحياة الدنيا وانكبوا على ما ينفع فيها، وأما التذييل الثاني ففي الرد على حججهم وأقوالهم فإنها لا تخفى على الله وهو يعلم جل وعلا بأنهم إنما قالوها عنادا واستكبارا مع يقينهم بأنها حق، وبذلك تمت المعاني في السورة.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved