حفظ الله لدينه وأوليائه في سورة الحجر

ما هي الأسماء الواردة فيها ؟

لا يعرف لها اسم سوى الحجر ولم يذكر في غيرها

مكان نزولها؟

مكية كلها وحكي الاتفاق على ذلك

كم عدد آياتها ؟

عدت آياتها تسع وتسعون آية بالاتفاق.

هل ثبت شيء في فضلها ؟

ورد في فضلها بعض أحاديث لكن لا يصح منها شيء.

ما هو مقصد السورة وما هي القرائن التي دلت على ذلك؟

بعد التأمل في ما قيل في مقصد هذه السورة وجدنا أن أرحج ما قيل في مقصدها هو ( حفظ الله لدينه وأوليائه ) والقرائن التي دعتنا إلى هذا الاختيار عديدة :

فمما يتعلق بموضوع الحفظ بذاته:

أبرزها قوله تعالى فيها ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ولم يرد مثل هذا المعنى إلا في هذه السورة.

وسيأتي في عرض المقاطع ما يدل على مناسبة المقطع لهذا المقصد الذي تم اختياره

وأما فيما يتعلق بالمناسبة بين المقصد وبين اسم السورة:

فقد ورد اسمها في السورة في قوله تعالى : (ولقد كذب أصحاب الحجر المرسلين) والحجر هو بيوت قوم ثمود كانوا ينحتونها من الجبال لتحفظهم والحجر اشتق من الحجارة, فقوم صالح عليه السلام كانوا ينحتون بيوتهم من الجبال الحجرية لقوله تعالى ( وكانوا ينحتون الجبال بيوتا آمنين)

 فقد أراد قوم صالح أن يحفظوا أرواحهم من الزلازل والصواعق بهذا البنيان والنحت من الجبال بيوتا آمنين. لكن حفظ الله تعالى هو الذي لا يمكن أن يضعف أو ينفلت، فأخذتهم الصيحة فما نفعهم هذا البنيان القوي.

 فقال ( ما أغنى عنهم ما كانوا يكسبون)

وفي هذا دلالة على أن الله تعالى هو الحافظ ولا يتم الحفظ او الحجر بالوسائل المادية، فحفظه هو الحفظ الدائم وحفظ غيره هاوِ زائل  وهذا حجر ثمود أكبر دليل على ذلك.

وقد جاء قبلها في سورة ابراهيم ( وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم ) فجاءت هذه السورة تحمل اسم المسكن ( الحجر )، وفي هذه السورة – أقصد إبراهيم – جاء قوله تعالى : ( وقد مكروا مكرهم وعند الله مكرهم وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال ) فذكر في هذه السورة زوال مكرهم وزوال جبالهم بمكر الله.

ولهذه الأسباب كان اختيار اسم الحجر بدلا من اسم ( صالح ) باعتبار ما قبلها وما بعدها من السور التي سميت بأسماء أنبياء، فاسم الحجر يبرز هذه المعاني في السورة التي لم تكن لتكون لو سميت باسم صالح.

كما أن من معاني الحجر: المكان المحجور، أي الممنوع من الناس بسبب اختصاص بعضهم به فالحجر هو بمعنى المنع لما يحصل فيه، ومنه سمي العقل حجرا لأنه يمنع صاحبه مما يعاب كما في قوله تعالى ( هل في ذلك قسم لذي حجر ) أي لذي عقل.

فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يحجر عليه ويمنع من الدعوة فأمره الله تعالى بالصدع والجهر بالدعوة والإستمرار فيها.. فجاءت هذه السورة