بين يديّ السّورة

العاقبة للمتقين في سورة القصص

ما هي الأسماء الواردة فيها ؟

سُمِّيَتْ سُورَةَ القَصَصِ ولا يُعْرَفُ لَها اسْمٌ آخَرُ

مكان نزولها؟

وهِيَ مَكِّيَّةٌ في قَوْلِ جُمْهُورِ التّابِعِينَ

كم عدد آياتها ؟

ثمان وثمانون باتفاق أهل العد

هل ثبت شيء في فضلها ؟

لم يثبت في فضلها شيء.

ما هو مقصد السورة وما هي القرائن التي دلت على ذلك، وما مناسبة الاسم للمقصد؟

الظاهر أن هذه السورة من أواخر القرآن المكي الذي نزل على النبي صلى الله عليه وسلم، أي أنها نزلت بعد ما يربو عن عشر سنوات من الدعوة، ورغم طول هذه المدة لم يسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم إلا النفر القليل، وقد بدا واضحا انسداد سبل الدعوة أمامه في مكة، فجاءت مثل هذه الآيات في مثل هذه الظروف لتعالجها.

نزلت هذه السورة لتضع الموازين الحقيقة للقوى والقيم، نزلت تقرر أن هناك قوة واحدة في الوجود هي قوة الله تعالى، أن هناك قيمة واحدة في هذا الكون هي قيمة الإيمان.

فمن كانت معه قوة الله فلا خوف عليه ولو كان مجردا من كل مظاهر القوة، ومن كانت قوة الله عليه فلا أمن له ولا طمأنينة ولو ساندته جميع القوى، ومن كانت قيمة الإيمان له فالخير كله له، ومن فقد هذه القيمة فلن ينفعه شيء أصلا.

ومن ثم يقوم كيان السورة على قصة موسى وفرعون في البدء، وقصة قارون مع قومه في الختام، الأولى تعرض قوة الحكم والسلطان، والثانية قيمة المال، والمال قيمة لا تقل عن قيمة السلطة والحكم، وينسب مائير روتشيلد مقولتها الشهيرة :”دعوني أصدر وأتحكم في عملة بلد ولن يهمني بعد ذلك أمر من يضع القوانين”، فمن ملك المال في بلد ما، استطاع أن يتحكم بكل شيء فيه ونصب نفسه إلها من دون الله، كما نصب فرعون نفسه إلها من دون الله.

وقد ذهب الدارسون لهذه السورة مذهبين:

الأول: مقصد السورة ( العاقبة للمتقين )

وقالوا: حتى يكون اختيارنا من داخل السورة، وعلى مذهب من يرى أن هناك – غالبا لا دائما – آية محورية في السورة تحوي مقصدها، ظهر لنا والله أعلم أن مقصد السورة في قوله تعالى ( تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ) فهذه الآية فيما نرى جمعت جميع أجزاء السورة، فذكرت الدار الآخرة التي احتلت حيزا لا بأس به من الحديث في السورة، والتي تمثل أهم مظاهر حسن العاقبة، وجاء فعل ( نجعلها ) ليشير إلى عظمة القدرة الإلهية وأنها المتحكم الحقيقي في عواقب الأمور، وذكر فيها العلو والفساد الذين ذكرا مع فرعون ومع قارون، لتختم بهذه النتيجة الفذة ( والعاقبة للمتقين ) والذي دعانا للقول بهذا المقصد أمور:

1-   تكرار ذكر العاقبة أكثر من مرة في هذه السورة.

2-   اختتام هذه الآية التي حوت معاني السورة بهذا التذييل.

3-   موقع هذه الآية عقب قصة قارون مباشرة في بداية الخاتمة.

4-   طريقة عرض قصة موسى مشاهد متتابعة تقود إلى عاقبته في أطوار متعددة ورعاية الله له في كل موقف باعتباره من ( المتقين ) وعلائم التقوى ظاهرة عليه في كل موقف من مواقفه.

5-   المناسبة بين الحديث عن الدار الآخرة وبين العاقبة باعتبار أن الفلاح في الدار الآخرة من أعظم مظاهر كون العاقبة للمتقين.

6-   المناسبة بين الحديث عن التمكين وبين العاقبة باعتبار أن التمكين من مظاهرة كون العاقبة للمتقين ولكن بدرجة أقل باعتبار أنه قد لا يكون لبعض الناس كما حصل مع أصحاب الأخدود، ناهيك عن أنه لم يذكر مع قارون.

7-   اختيار البقاعي لهذه الآية كمقصد لها حيث قال: ( مَقْصُودُها التَّواضُعُ لِلَّهِ، المُسْتَلْزِمُ لَرَدِّ الأمْرِ كُلِّهِ إلَيْهِ، النّاشِئِ عَنِ الإيمانِ بِالآخِرَةِ، النّاشِئِ عَنِ الإيمانِ بِنُبُوَّةِ مُحَمَّدٍ ، الثّابِتَةِ بِإعْجازِ القُرْآنِ، المُظْهِرِ لِلْخَفايا عَلى لِسانِ مَن لَمْ يَتَعَلَّمْ عِلْمًا قَطُّ مِن أحَدٍ مِنَ الخَلْقِ، المُنْتِجِ لِعُلُوِّ المُتَّصِفِ بِهِ، وذَلِكَ هو المَأْخُوذُ مِن تَسْمِيَتِها بِالقَصَصِ الَّذِي حَكَمَ لِأجْلِهِ شُعَيْبٌ بِعُلُوِّ الكِلِيمِ عَلَيْهِما السَّلامُ عَلى مَن ناواهُ، وقَمْعِهِ لِمَن عاداهُ، فَكانَ المَآلُ وفْقَ ما قالَ )

8-   عبارات بعض المفسرين مثل قول البقاعي: ( فَهَلّا تَأمَّلْتُمْ عاقِبَةَ الفَرِيقَيْنِ، وسَلَكْتُمْ أنْهَجَ الطَّرِيقَيْنِ؟ ) ومثل قوله أيضا: ( فَلَوْ تَأمَّلْتُمْ ذَلِكَ لَعَلِمْتُمْ أنَّ العاقِبَةَ لِلتَّقْوى ).

9-   تناوب الأحوال في قصة موسى خاصة بين ضيق حتى يقول القائل: لا خلاص وبين فرج حتى يقول القائل: لا هلاك ثم تكون العاقبة كما أرادها الله في منتهاها.

الرابط بين الاسم والمقصد:

لا بد من تتبع الاسم وفق النقاط التالية:

النقطة الأولى: أصل المادة

اسم السورة هو مصدر من الفعل الثلاثي ( قصص )، قال ابن فارس: “القاف والصاد أصلٌ صحيح يدلُّ على تتبُّع الشَّيء، من ذلك قولهم: قصَصْتُ الأثَر، إذا تتبَّعتَه”

القَصَص في الأصل مصدر(قصَّ) على وزن (المـَدَد)، و(الشَّطَط) في المضاعفات من قولنا:

” فلان خَرَجَ يَقُصُّ أثرَ فلان” أي: يَتْبعه شيئًا فشيئًا، واستقصى في ذلك على الترتيب حتى ينتهي إلى محل ذي الأثر ليعرف أين ذَهَبَ؟ ، ومنه قولُه تعالى: وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ[القصص:11] أي: اتِّبعي أثره، والقاصُّ هو الذي يتتَّبع خبراً بعد خبر.

النقطة الثانية: فك الإدغام ( الفرق بين القصّ والقصص )

فك الإدغام في المصدر يفيد أمرين:

الأول: غاية التتبع للأخبار والأحداث بغاية الدقة

الثاني: أنه أخبار متتابعة كثيرة، خبرا بعد خبر لا خبر واحد فحسب.

النقطة الثالثة: دلالة الكلمة

القصص في الأصل (القَصَص) في الأصل مصدر(قصَّ) على وزن (المـَدَد)، و(الشَّطَط)، وهو يدل على معنيين:

مصدرا: بمعنى نفس الفعل أي عملية القص نفسها.

إسما: بمعنى الخبر المروي أو المفعول أي المقصوص، كالخلق بمعنى المخلوق، وهو اسم مفرد اللفظ.

واستخدام المصدر لاسم المفعول المراد منه المبالغة وكأنه عين القص.

النقطة الرابعة: معنى الكلمة

هذه الكلمة تحمل معنيين:

الأول: اسم لما يُقص من الأَخبار المتتبعة التي تُتُبِّعت فيها الوقائعُ والمعاني حتى لم تدع في شيء منها لبسًا، خبرًا بعد خبرٍ، ومعنىً بعد معنىً، مع كمال التفصيل، وتتوالى على نحو مترابط إلى النهاية، كما يقص الأثر، وسواء كانت قصة واحدة فيها أحداث كثيرة متتابعة، أو كانت قصصا كثيرة كل قصة قد تتبعت وفصلت تفصيلا تاما.

الثاني: أنها المتحدث بها على أصح الوجوه وأصدقها، على ما هي عليه في الواقع، واستدلوا بنقطتين: الأولى: فك الإدغام الذي يدل على غاية التتبع، والثانية: التعبير بالمصدر مرادا به اسم المفعول وهو يدل على المبالغة.

فيكون المعنى: الأَخبار المتتبعة التي تُتُبِّعت فيها الوقائعُ والمعاني حتى لم تدع في شيء منها لبساً، خبرًا بعد خبر، ومعنى بعد معنى، مع كمال التفصيل، المتحدث بها على أصح الوجوه وأصدقها، على ما هي عليه في الواقع.

النقطة الخامسة: الفرق بين القَصص والقٍصص

هناك عدة فروق بين الكلمتين:

الأول: أن الأولى اسم مفرد والثانية جمع، فالأولى تطلق على القصة الواحدة أو على عدة قصص بينما الثانية لا تطلق إلا على الجمع ثلاث فأكثر.

الثاني: أن الأول قد يستخدم كمصدر أما الثاني فلا.

الثالث: نقول أعجبني هذا القَصص، ونقول أعجبني أو أعجبتني هذه القِصص، فالأول يذكر حتما لأنه مصدر مفرد مذكر أما الثانية فهي جمع مؤنث سالم قد تذكر وقد تؤنث.

فما هي يا ترى العلاقة بين الاسم والمقصد؟

المراد بالقصص كما مر معنا تتبع الأخبار خبرا بعد خبر حتى الوصول إلى النهاية أو النتيجة أو ( العاقبة ) – على قول من يقول أنه المقصد-، وحتى أصل التسمية المراد به تتبع الأثر: فإن من يتبع أثرا لا بد وأنه يبحث عن صاحب الأثر، فكأن التسمية بهذا الاسم، يقول لنا:

هاكم هذه الأخبار خبرا بعد خبر وحالة بعد حالة، والتي سنرويها لكم حتى تصلوا إلى معرفة العاقبة، وأن هذه العاقبة لا تكون إلا لنا وأننا نحن الذين ندبر الأمر ونتحكم في مجرى الأمور إلى أن تصل إلى عواقبها التي نريدها والتي نهبها للمتلبسين بحالة التقوى في كل شأنهم.

وأما قول من قال أن سبب التسمية هو ورود كلمة القصص في السورة فقد أبعد النجعة، فإن أولى السور بالتسمية بهذا الاسم – بحسب هذا المبدأ – هو سورة يوسف، فإن كلمة القصص تكررت فيها دون غيرها، كما أنها جاءت في غيرها من السور، في آل عمران والأعراف، إلا أن الاسم اختير لهذه السورة بالذات للإشارة إلى هذا المعنى الذي سبق ذكره والذي انفردت به هذه السورة عن غيرها.

وهذا المقصد لا يخرج عن سياق اختيار كثير من الباحثين في هذا المجال، فكلهم تقريبا حام حول معنى ( ميزان القوى الحقيقية ) أو ( الثقة بوعد الله ) أو ( التواضع لله وترك إرادة العلو والفساد ) كما اختار البقاعي رحمه الله، إلا أن هذا المقصد يمتاز عن هذه الاختيارات بأنه لفظة جاءت صريحة في هذه السورة ومرتبطة ارتباطا وثيقا بالاسم كما بينا، إضافة إلى القرائن التي دعمنا بها هذا الاختيار.

وأما الاعتراضات على هذا المقصد والإجابات عليها فهي كما سترى:

تم عرض المادة على مجموعة من طلاب العلم فلم يتكرم أحد منهم بإبداء اعتراض على المقصد وأترك للقارئ الكريم التفكير في اعتراضات على هذا الاختيار ومراسلتنا كرما في حال وجود أي اعتراض.

أبرز المعاني في قصتي فرعون وقارون:

المتأمل في القصتين اللتين ذكرتا في هذه السورة لا بد وأن يتساءل عن أبرز المعاني التي سيقت لأجلها القصتان، خاصة وأنها طوت تماما ذكر السحرة وما جرى بينهم وبين موسى، بخلاف السور الأخرى التي ذكرت فيها هذه القضية بشكل واضح ظاهر، وسبب الطي فيما يبدو عدم وجود تعلق لها بمقصد السورة هنا، والمتأمل للتفاصيل التي ذكرت في القصتين يرى ملمحين رئيسين:

الأول: اللطف بموسى في مقابل الإهلاك الذي حاق بفرعون وقومه وبقارون وماله، على الرغم من حالة الضعف الذي عاناه موسى منذ أن كان رضيعا إلى أن كبر وقتل القبطي خطأ فهيأ الله له من يحذره، إلى أن خرج إلى مدين ثم عودته إلى بلده وعرضه للرسالة أمام فرعون.

الثاني: التقوى التي صاحبت أهل العاقبة الحميدة، والتي تلبست بها أم موسى يوم ألقت وليدها في البحر، ثم ابنها من بعدها منذ أن استوى إلى أن وقف أمام فرعون مرورا بتوبته من القتل ودفاعه عن المظلوم، وسقيه للمرأتين دون طلب أجر، وعفته معهما، ثم تقوى الفتاة الصالحة وعفتها، فكانت عاقبتهم ما ترون.

الثالث: “تغيّر الأحوال بين الضعف والقوة وهذا ليس ملمحا في قصة فرعون وموسى فقط ولكن في السورة على طولها.

فلنتأمل حال شخصيات السورة:

فرعون بدأ قويا متعاليا (إن فرعون علا في الأرض) (فأوقد لي يا هامان على الطين) وانتهى ضعيفا ذليلا مخذولا أمام قدرة الله (فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليمّ)

بنو إسرائيل: بدأت السورة بحال ضعفهم واستضعافهم (يستضعف طائفة منهم يذبّح أبناءهم ويستحيي نساءهم) ويبدل الله حال الضعف إلى حال التمكين (ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)

أم موسى: من حال ضعف وخوف على وليدها إلى حال قوة بتحقق وعد الله بعد أن ربط على قلبها

أخت موسى: من حال ضعف وخوف تبصر أخاها عن جنب في تابوت يحمله الماء لا تعرف إلى أين إلى حال قوة وشجاعة (هل أدلكم على أهل بيت يكفلونه لكم وهم له ناصحون)

موسى عليه السلام: تعددت مواطن الضعف والقوة في قصته منذ ألقته أمه في التابوت إلى أن التقطه آل فرعون

موسى عليه السلام: كان رضيعا ضعيفا في تابوت ثم تربى في قصر فرعون قويا

دخل المدينة قويا ثم خرج منها خائفا يترقب بعد قتل القبطي

توجّه إلى مدين في حال ضعف وخوف وخرج منها قويا مع أهله

سقى للمرأتين وهو ضعيف مفتقر إلى الله ثم قوي بالزواج والمسكن الآمن والعمل

موسى عليه السلام: من حال الخوف حين اهتزت عصاه كأنها جان إلى حال القوة بتكليفه بالرسالة وتأييده بأخيه هارون.

المرأتان: خرجتا ضعافا تذودان غنهما عن الماء فعادتا إلى أبيهما بعد أن سقى لهما موسى القوي الأمين.

قارون: من حال القوة والاغترار بماله وعلمه وزينته وكنوزه إلى الخسف والهلاك.

النبي صلى الله عليه وسلم أُخرج من مكة بعد مرحلة من الاستضعاف له وللمؤمنين وعاد إليها قويا ممكّنا منتصرا بتحقق وعد الله تعالى له (لرادك إلى معاد)

الشركاء من دون الله: من حال قوّة واهمة إلى حال ضعف حين لا يستطيعون نصر أتباعهم .

تعلمنا السورة أن الإنسان يتقلب في حياته بين ضعف وقوة هذه سنة الله في خلقه، والإنسان يعتريه الضعف من حيث يظن القوة تستضعفه الدنيا بمتاعها وقتها الموهومة بمال أو جاه أو شهوات نفس أو تزيين شيطان ولو استخدم متاع الدنيا للآخرة لكان أقوى الأقوياء.

والإنسان ضعيف إذا كان ضالّا وقوي إذا هداه الله تعالى ومن ضعف الإنسان أنه لا يملك الهداية لمخلوق مهما أحبّ ذلك وبذل لأجله أقصى طاقته (إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴿٥٦﴾)

ومن ضعف الإنسان أنه لا يملك أن يغيّر شيئا أراده الله واختاره لا يملك تغيير الليل إلى نهار ولا النهار إلى ليل لكنه يملك الدعاء والافتقار إلى ربه فيقويه ليتقبل ضعفه ويعرف امكاناته كما لجأ موسى لربه حين خرج خائفا من مصر فقوّاه بالهداية إلى سواء السبيل.

الختام: خطاب للنبي والمؤمنين معه زمن الضعف في مكة أن هذا الحال لن يدوم وأن بعد الضعف قوة لكل مؤمن داعٍ للحق شاكرٍ نعم ربه.

التشابه بين سورة القصص وسورة النمل:

1-   لفظ الجلالة (الله) بالحركات الثلاث (اللهَ، اللهِ، اللهُ) ورد 27 مرة في النمل وورد 27 مرة في القصص

2-   فعل (كان) تكرر سبع مرات في النمل و7 مرات في القصص.

3-   كلمة (تُكِنّ) لم ترد في القرآن إلا في السورتين (والله يعلم ما تكنه صدورهم وما يعلنون ) يثبت محمدًا صلى الله عليه وسلم لا تخشى شيئا الله يعلم ما في قلوبهم، في سورة القصص (والله يعلم ما تكن صدورهم)

4-   في سورة القصص (رب إني ظلمت نفسي) في النمل على لسان بلقيس (إني ظلمت نفسي واسلمت مع سليمان لله رب العالمين. نفس الجملة (إني ظلمت نفسي) فمن حق السورتين أن تتجاورا.

5-   كلمة عاقبة وردت في النمل 3 مرات وفي القصص 3 مرات

6-   (جعل) أربع مرات في كل منهما، المدينة وردت مرتين في كل منهما، الظلم 5 مرات في كل منهما، (لعلي) مرتين في النمل والقصص.

7-   في السورة جاء في نهاية النمل (إنما أمرت       الذي حرمها المسلمين وأن أتلو القرآن) وفي نهاية القصص قال (إن الذي فرض عليك القرآن لرادك إلى معاد) من نفس المنوال.

8-   في سورة النمل (من جاء بالحسنة فله خير منها   آمنون ومن جاء بالسيئة) وفي القصص (من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة   يعملون)

9-   في سورة النمل (فتلك بيوتهم خاوية بما ظلموا) بيوت ثمود وبيوت قوم لوط وهنا في القصص (وما كنا مهلكي القرى   ظالمون)

10-                      في سورة النمل ذكرنا بعض المشاهد (يوم ينفخ في الصور) (يوم نحشر من كل أمة فوجا) ذكرت يوم مرتين وسورة القصص جاءت وبسطت (ويوم يناديهم أين شركائي ) (ويوم يناديهم ماذا أجبت ) (ويوم يناديهم اين شركائي ) ثلاث مرات (ويوم) كأنها تكمل المشاهد التي جاء رسمها في سورة النمل.

التشابه بين القصص والعنكبوت:

1-   في القصص (وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها) في العنكبوت (وهلاكعادا وثمود وقد تبين لكم   ) نفس الأسلوب في الإ

2-   في القصص (أولم بروا أن   من حولهم   حرما آمنا) في العنكبوت (أولم يروا أن جهعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم.

3-   حديث عن قارون (فخسفنا به وبداره الأرض) في سورة القصص، في سورة العنكبوت (منهم من أغرقنا ) كأنها خلاصة لها وتتمة طبيعية قرآنية لها.

الثوب اللفظي لسورة القصص:

1-   بمجرد أن تسمع (استفعل) فأنت مع سورة القصص، استفعل ورد في سور أخرى لكنه كثر مع القصص (يستضعف، يستحيي، استضعفوا (الألف والسين والتاء تفيد المبالغة) فاستغاثه، استنصره، يستصرخه، على استحياء (لم يقل على حياء)، استأجره، استأجرت، استكبر هو وجنوده، فإلم يستجيبوا) هذا ثوب لفظي متناسق!

2-   افتعل: استوى، يقتتلان (يفتعلان)، تصطلون (تفتعلون)، أتّبعه، يتبعون، نتّبع.

3-   من خصائص سورة القصص الجار والمجرور جمع مذكر سالم (من المرسلين) وسورة القصص من نفس الأسرة: (وجاعلوه من المرسلين، من المفسدين، من المؤمنين، من الناصحين، من الظالمين، من المصلحين، من الصالحين، من الآمنين، من الكاذبين، من المقبوحين، من الشاهدين، من المؤمنين، من المحضرين، من المنتصرين، من المشركين) شيء لافت للانتباه!

4-   (ويكأن) لم ترد في كل القرآن إلا هنا (ويكأن الله يبسط الرزق لمن يشاء من عباده) ملك قارون لم يرد في الدنيا إلا عند قارون لذلك الناس تعجبوا (ويكأن الله يبسط   ويكأنه )

سورة القصص والأسئلة المبهمة:

الذي يقرأ قصص القرآن عامة، والقصص في هذه السورة نموذج منها، تخطر في باله أسئلة شتى من مثل:

لماذا عاد موسى إلى قومه مرة أخرى بعد أن انقضى أجل مدة الأجرة مع الرجل الصالح مع وجود الخطر على حياته؟

من هو الرجل الذي جاء له بالخبر؟

هل هلك قوم فرعون كلهم؟ وما الذي حصل للبقية التي بقيت في المدينة ولم يخرجوا مع فرعون ملاحقين لبني إسرائيل؟

هل رفع موسى غطاء البئر حتى تعرف المرأة أنه قوي؟ وهل طلب منها أن تمشي خلفه لتعرف أنه أمين؟

أي الأختين تزوج موسى؟

في الحقيقة كل هذه الأسئلة لا داعي لها ولا فائدة منها في خدمة مقصد السورة والفكرة التي تدور حولها، والقرآن أغفل ذكر مثل هذه الأسئلة حتى لا يشتت القارئ عن الأحداث المهمة في القصة والتي تخدم مقصد السورة، بخلاف التفاصيل التي لا تهم، فالقرآن لم يقص علينا مثل هذه القصص لأجل معرفة الترتيب التاريخي أو تتابع الأحداث، وإنما قصها علينا لأجل العبرة والعظة وذكر من أحداث القصة ما يهم القارئ وأغفل ما لا يهم، فلا ينبغي الانشغال بمثل هذه الأسئلة والبحث فيها إذ لا سبيل لمعرفتها إلا بالوحي وطالما أن الوحي لم يذكرها فلا يمكن معرفتها بحال.

 

qasas 1

 

 

qasas 2

 

qasas 3

 

 

 

qasas 4

 

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved