بين فرعون الأمس وفراعنة اليوم
د. علي الصلابي
فرعون اتهم موسى أنه يتاجر (بالدين) فقال : { إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ{
وأعلن خوفه من (فساد) مصر على يد موسى فقال { أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ{
وصرح بوجود (مؤامرة دولية) على بلاده فقال : { إِنَّ هَذَا لَمَكْرٌ مَكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا{
واتهم موسى (بالتخابر) مع دول أجنبية فقال : { إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ وَأَعَانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ آخَرُونَ {
وطلب من عبيده (التفويض) بقتل موسى فقال : { ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى {
وقاد (حملة إعلامية) شرسة واتهامات فقال : }إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ {
واستخف قومه خفاف العقول بأنه الوحيد صاحب الرأي فيهم وأن لا يسألوا أحداً غيره عن مصر فقال: { مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى{
واستعان (بالبلطجية) واشترطوا عليه : { قَالُوا إِنَّ لَنَا لأَجْراً إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ {
ووافق على الفور وعرض عليهم (أعلى المناصب) فقال: { نَعَمْ وَإِنَّكُمْ لَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ{ !!!
ولأن دم المسلم أرخص شيء عندهم قال: { سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِ نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ {
ولأن الناس وقتها كانت خفيفة عقولهم يأسوا من قلة الوقود والزاد فقالوا: { أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا {
ولأن الله رحيم ابتلاهم بالغلاء والمصائب ليرجعوا قبل أن يدخلوا النار فقال: { وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ {
ورغم ذلك كلما جاءتهم مصيبة قالوا أن “موسى” وإخوانه هم السبب: { فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى {
فهل انتهت هنا القصة ؟! لا .. فبعد كل هذا التضليل يبقى موسى عليه السلام هو موسى … وفرعون الطاغية هو فرعون ..
ولا بد للقصة من نهاية سواء طالت أم قصرت ..
فنهاية الظلم معروفة : “عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون“
وأخيراً…. : } وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ .. ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ {.
}إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ {..
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved