الولاية الحقة
(الولاية الشرعية الحقة)
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴿٧٢﴾وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴿٧٣﴾وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴿٧٤﴾وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴿٧٥﴾
ما مناسبة هذا المقطع وما هي مناسبته لمقصد السورة؟
لما بين الله تعالى للأسرى أن الخير الذي لم يطلع عليه من قلوبهم غير الله لا ينفعهم في إسقاط الفداء عنهم لأنه لا دليل عليه فحكمه حكم العدم، لأن مبنى الشرع على ما يمكن المكلف معرفته وهو الظواهر، وختم بصفتي العلم والحكمة، شرع يبين الأمر الذي يفيد القرب والذي تنبني عليه المناصرة وينبني عليه كل خير.
لذلك ختم الله سبحانه هذه السورة بذكر الموالاة ليعلم كل فريق وليه الذي يستعين به، وابتدأ الكلام هنا في الحديث عن الإعلام بأحكام الولاية الشرعية وما يجوز وما لا يجوز من الولاية، والتفصيل في الولاية بين من آمن وهاجر ومن آمن ولم يهاجر، وربما كان الكلام بسبب بعض الأسرى الذين اختلف في إسلامهم فكانوا مسلمين ولكن لم يهاجروا، والآيات في العموم تؤكد على ولاية الأنصار والمهاجرين من المسلمين، وأن من آمن ولم يهاجر فليس محلا لهذه الولاية، وأن تولي الكافرين سبب لفتنة وفساد كبير.
وأما مناسبة المقطع لمقصد السورة فظاهر فإن مثل هذه الولايات الشرعية من أهم عوامل الاجتماع، فإذا أدرك المسلمون أنهم جسد واحد اجتمعوا على قلب واحد ورأس واحد.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved