الكلام على المقطع الثاني: اقتران العسر باليسر

1-  ما وجه التّأكيد على هذه المسألة وهي اقتران العسر باليسر؟

لو وضعت هذه العبارة أمام الإنسان دائماً لا يقف أمام  أيّ شيء يواجهه.

عندك حكم ربانيّ، عندك قضيّة فيها عسر فلابدّ أن يكون معها يسر، لأنّه كان يمكن أن تكون أسوأ من هذا، وقد تكون تضايقت من شيء بحكم طبيعتك البشريّة فأكيد سيكون معها يسر، لأنّها كانت من الممكن أن تكون أسوأ من هذا.

وهذا من أكثر الأشياء التي تثبّت الإنسان، أقصد (الإيمان باقتران اليسر مع العسر).

2-  ما وجه الإتيان بهذه الآية بفاء التّعقيب؟

          جاءت بالفاء الدّالة على ترتّب هذا الحكم على ما قبله، فكأنّ الله يقول لنبيّه _صلّى الله عليه وسلّم_: إذا كنّا قد أنعمنا عليك سابقاً بنعم كثيرة فشرحنا لك صدرك ووضعنا عنك وزرك            ورفعنا لك ذكرك، زيادة في الإنعام فكما فعلنا ذلك سابقاً معك فاعلم بأنّ اليسر قرين العسر دائماً ،فلا تيأس ولا تجزع مهما أصابك من شدّة وكرب.

3-  ما وجه الإتيان بـ(إن) في الآية؟ وما وجه إيرادها جملة اسمية بخلاف سابقتها؟ مع التّكرار؟

هذه الأمور الثّلاثة هي مؤكّدات لمحتوى هذه الجملة ونلاحظ الاهتمام بمثل هذا لكي لا يبقى في النّفس شيء من الشّكّ في هذا الأصل العظيم الّذي ينبغي أن يكون راسخاً في نفوس المسلمين.

4-  ما وجه تقديم الجارّ والمجرور ؟

قدم حرف المصاحبة للتّدليل على أنّ مصاحبة العسر لليسر هي الحكم الذي يجب أن يستقرّ عند الإنسان أي: القضيّة الّتي يجب أن تؤمن بها وتكون معك دائما هي أنّ اليسر ملازم أبداً للعسر.

وكذلك من طبيعة النّاس شعورهم بالعسر أكثر من اليسر، لذلك تجدهم في المصائب أكثر حضوراً وظهوراً منهم في اليسر.

5-  ما وجه الإتيان بالعسر معرّفاً واليسر نكرة ؟

الكلمة إذا كانت معرفة وتكرّرت في جملة لها رابط واحد في الغالب تكون واحدة، فالنّكرة تشعرك بالتّعدد بينما المعرفة تشعرك بالواحديّة .

مثلاً لو قلت ( جئت بالقلم وأعطيت صديقي القلم وانكسر القلم ) لشعرت أنّ القلم في الحالات الثّلاثة هو نفسه بينما لو قلت ( جئت بقلم وأعطيت صديقي قلماً وانكسر قلم ) لشعرت أنّ القلم مختلف في كل حالة عن الأخرى.

على ما سبق يكون العسر واحداً واليسر يسرين والحديث لا يصحّ مرفوعاً والظّاهر أنّه من كلام بعض الصّحابة، وفي ما سبق من الكلام غاية التّسلية للنّبيّ _صلّى الله عليه وسلّم_ 

 

Map Shot 1

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved