الكلام على الثلاثية الثانية: ثلاثية المنة
1- ما هو وجه الربط بين المقطع الثّاني والأوّل؟
لمّا ساق المولى _عزّ وجلّ _ وعودات كبيرةً ردّاً على اتّهامات الكفّار، ساقَ الله بعدها تدليلات على ذلك، فاستدلّ على الوعود القادمة بالحياطة والرّعاية والعطاء بما سبق من سيرته _صلّى الله عليه وسلّم_ ورعاية الله له.
2- ما هو وجه ترتيب هذه الأمور على هذه الشّاكلة؟
جاءت هذه الأمور مرتّبة على هذا النّحو، لتناسب الأطوار التي مرّ بها النّبيّ _صلّى الله عليه وسلّم_ في حياته، فقد نشأ هو في بداية أمره يتيماً، ثمّ لمّا بدأ يكبر _صلّى الله عليه وسلّم_ بدأ يبحث عن الهدى فهداه الله، ثمّ كبر أكثر فاحتاج إلى المعاش والكسب فأغناه الله، وهذا هو ترتيب احتياجات الإنسان عادة في حياته.
3-ما وجه التّعبير عن الفعل بصيغة المضارعة في ذكر اليتم، وبصيغة الماضي في ذكر الضلال والعيلة؟
السّبب في ذلك أنّ اليتم لا ينقطع، إذ يبقى الإنسان يتيماً حتى يبلغ، لا مجال لفكّ هذه الصّفة عنه، أمّا الهدى والغنى فقد يحوزهما، ولذلك عبّر عنها بصيغة المضارع،
واليتم ليس أمراً معيباً حتّى يراد منه أن ينتهي، بعكس الضلّال والعّيْلة كما قال (أحمد شوقي) :
نعم اليتيم بدت مخابر يتمه واليتم خير بعضه ونقاء
فاليتم قد يكون صفة جيدة في الإنسان العاقل يدفعه إلى الاعتماد – بعد الله تعالى – على نفسه.
4- ما وجه استخدام لفظة (يجدك) ؟
لفظة (وجد) تستخدم في حال كون الشيء غريباً لطيفاً، فلا تستخدم إلا لشيء كنت مغرماً بالبحث عنه ومهتمّاُ به وتريده، بعكس فعل (ألفيت) فيعبّر عنه لما تجده صدفة أو تفاجأ بوجوده.
5-ما هو المقصود بالضّلالة هنا ؟
المقصود بالضّلالة هنا الحيرة وانعدام المعرفة بعلم الشريعة كما قال تعالى:” ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان”، فقبل أن ييسّر الله له الهدى لم يعرف إلى أين يتّجه ويذهب، ثمّ منّ الله عليه وهداه، ولهذا يقول (ابن القيّم): إذا كان الأمر كذلك مع خير الخلق لم يجعل هدايته بعقله بل كانت بالوحي فكيف بمن دونه يتعرّفون إلى ربّهم والهدى بعقولهم.
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved