الفواتح والخواتم
ففاتحة السورة تشير إلى أهم القضايا التي ستعالجها الأيات بعد ذلك وتأتي خاتمة السورة لتعود للتذكير بإحدى تلك القضايا وتأكيدها وترسيخها ولذلك اهتم العلماء بتناسب فواتح السور وخواتمها حتى أن السيوطي ألف في ذلك كتابا سماه المطالع في تناسب المقاطع والمطالع كما اعتنوا ببيان مناسبة مطلع السورة للموضوع الذي يغلب على آياتها تحت مسمى براعة الاستهلال ولا ينبغي في الحقيقة أن نقف عند هذا الحد بل لا بد من استثمارها في كشف الغرض المحوري الذي تلتقي فيه جميع مواضيع السورة وقد تنبه دراز إلى موقع مطلع السورة وخواتمها من بناء السورة فقال ( ولقد وضح لنا بما أثار دهشتنا أن هناك تخطيطا حقيقيا واضحا محددا يتكون من ديباجة وموضوع وخاتمة فتوضح الآيات الافتتاحية الأولى من السورة الموضوع الذي ستعالجه في خطوطها الرئيسية ثم يتبع ذلك التدرج في عرض الموضوع بنظام لا يتدخل فيه جزء مع جزء آخر وإما يحتل كل جزء المكان المناسب له في جملة السورة وأخيرة تأتي الخاتمة التي تقابل الديباجة )
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved