العنكبوت والابتلاء والولاء

( خلاصة الحديث عن الابتلاءات )

مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45)

ما موضو هذا المقطع وما هي مناسبته لما قبله وما هي مناسبته لمقصد السورة؟

بعد أن أسست الآيات الأولى في المقدمة لعدة أفكار أساسية، واستمرت في ضرب الأمثل على هذه الأفكار التي أسست لها بقصص السابقين، وتهيأ القلب لما سيلقى إليه، جاء هنا الحديث عن الفكرة الأساسية في السورة وهي التحذير من تغيير الولاء من الولاية لله عز وجل إلى ولاية غيره، وكأن المقطع يقول:

قد رأيتم السابقين وكيف ثبت فيهم من ثبت على الرغم من طول البلاء ولم يغيروا من ولاءهم إلى جهة غير جهة الله، ورأيتم كيف كان عاقبة أعداءهم الذين ظنوا أنهم سبقونا فغيروا ولاءهم إلى جهة غير جهة الله عز وجل، أما وقد رأيتهم فاعلموا أن هذه الولاية كما رأيتم لم تغن عنهم شيئا كما لم يغن بيت العنكبوت عنها شيئا.

ما مناسبة قوله تعالى بعد ذلك: خلق الله السموات، ثم في الآية التالية قوله اتل ما أوحي إليك؟

القارئ المتعجل يظن أن هناك انقطاعا في السياق ههنا، فقد انتقل الكلام من الحديث عن تولي غير الله، إلى أمرين لا علاقة لهما بما سبق ولا علاقة بينهما فيما يظهر، وهما الحديث عن السموات والأرض أولا وتلاوة الكتاب ثانيا، والحق أن هاتين الآيتين تدلان المسلم على الطريقة التي يحافظ فيها على ولاءه، وهي التفكر في آيات الله المنظورة من جهة والتفكر في آيات الله المسطورة مع إقامة الصلاة وإدامة ذكر الله من جهة أخرى، فهذان الأمران هما الذان يعينان العبد على الحفاظ على بوصلة ولايته في الاتجاه الصحيح.

 

 

Map Shot 5

 

Map Shot 6

 

 

Map Shot 7

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved