البقاعي

Slide48

 

وقد اكتمل الإحساس بوحدة بناء السورة وتعانق موضوعاتها عند البقاعي الذي أبدع علما جديدا من علوم القرآن هو علم مقاصد السور وأفرده بكتاب استعرض فيه مقصود كل سورة وبين فيه مناسبة اسمها لغرضها الذي تدور عليه سائر معانيها قال في مقدمته :

وآخر السورة قد واصل أولها كما لاحم انتهاؤها ما بعدها وعانق ابتداؤها ما قبلها فصارت كل سورة دائرة كبرى مشتملة على دوائر الآيات الغر البديعة النظم العجيبة الضم . )

وقد وفق في إبراز وحدة السورة ودوران موضوعاتها المختلفة على غرض واحد وأورد مثالا تطبيقيا في المقدمة بين فيه كيف توالت أجزاء السورة على أقامة الدليل على أن الكتاب هدى مما دل على مقصودها المحوري فقال : مثلاه : مقصود سورة البقرة وصف الكتاب المذكور أولها بصريح اسمه الناظر بأصل مدلوله إلى جمعه لكل خير المشير بوصفه إلى ما في آخر الفاتحة من سؤال الهداية والإبعاد من طريق الضلال …. وذلك هو عين أولها لكونها تعيينا لؤوس من شمله وصف التقوى في فاتحتها

ثم راح يستعرض مساقات الآي وأجزاء السورة وينبه كيف أنها تخدم هدف السورة الذي ذكره وأنها ترجع إلى بيان شأنه مرة بعد أخرى ( حتى عرف أنه مقصودها وسر معانيها وعمودها ) 

جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved