اجتماع المكي والمدني في السورة
من الأمور المعجبة في بناء السور القرآنية أنك تلفي كثيرا منها قد امتزجت فيه آيات مدنية بأخرى مكية في سياق واحد وتجدها مع ذلك في غاية الالتئام والانسجام بحيث تحسب أن السورة كلها نزلت في مكان واحد فلا تدري أنها مكية أو مدنية إلا من كتب التفسير التي تسم السورة بكونها مكية أو مدنية وكثيرا ما تورد اختلافا في كون بعض أقسامها من هذا أو ذاك .
وهذا البناء المحكم يدلنا على أن المقصود من ترتيب آي السورة مباين للمقصود من ترتيب النزول فزمان النزول إنما كان على مقتضى سنة التدرج في تنزيل شرائع الإسلام ومراعاة حال المخاطبين في تربيتهم على مبادئها وتكاليفها
أما حكمة وضع الآيات المدنية في سورة مكية أو وضع آيات مكية في سورة مدنية فهي أن هذه الآيات دون غيرها هي التي تخدم مقصود السورة وتلتئم مع المعنى الذي تدور عليه سائر آياتها .
جميع الحقوق متاحة للمسلمين دون اشتراط ذكر المصدر © 2023 7a9ad.com. All Rights Reserved